فيروز

نشأتها:
وُلدت نهاد رزق وديع، أو فيروز كما تم تسميتها لاحقًا، في الثلاثينيات في شهر نوفمبر، لأسرة فقيرة الحال يقطنون في لبنان. كان والدها يعمل في مطبعة، ولظروفه المادية لم يستطع في صغرها أن يشتري لها "راديو"، ذاك الذي كان واحدًا من أحلام طفولتها. وقد استعاضت عن هذا الحلم بأن تجلس على شرفة منزلها لتستمع لصوت الراديو القادم من بيت أي من جيرانها.

مسيرتها:
بدأت الغناء في سن السادسة، كان أول ظهور لها في سن الحادية عشر في حفلة مدرسية، تلك الحفلة التي اعترض في أول الأمر والدها على ظهورها فيها، إلى أن تم إقناعه أنها لن تغني سوى أغاني وطنية. ذهبت بعدها إلى المعهد الوطني للموسيقي لتدرس، ثم بعدها انضمت إلى فرقة الإذاعة الوطنية.
في عام 1952 كانت إنطلاقة مختلفة لفيروز، حيث بدأت التعاون مع الملحن عاصي الرحباني، وبعد هذا التعاون بثلاث سنوات تزوجا واستمرت مسيرة التعاون الفني بينهما إلى أن مات. استطاعا الأخوان رحباني (عاصي زوجها، ومنصور أخيه) أن يمزجا بين الأنماط الغربية والشرقية وبين الألوان الشعبية اللبنانية في أغانيها. فسطعت فيروز كمطربة تختلف عن أي مطربة أخرى في الوطن العربي، وذاع سيطها في كل العالم.
لفيروز أكثر من 800 أغنية، جابت كل دول العالم وهي تنشدهم ليتعرف العالم أجمع على جمال الفن العربي، واللبناني بصورة خاصة. ومن أشهر أغانيها "نسّم علينا الهوى، لبنان يا أخضر لونك حلو، أنا لي حبيبي".
سميّت فيروز "مطربة الأوطان" لأنها غنت للكثير من الأوطان كمصر، وسوريا، والعراق، وغيرهم. إلا أنها عاشت طوال حياتها تتغنى في هيام وحب لوطنها لبنان. فمجرد قراءة سيرة حياتها ستجد أن أكثر كلمة قد ذُكرت هي كلمة "وطن" – بداية من المعهد الوطني، مرورًا بفرقة الإذاعة الوطنية، حتى أناشيد الأوطان – فقد آمنت فيروز أن فن بلا وطن لا معنى له. وأن دورًا هام من أدوار الفن هو حثّ الناس على حب أوطانهم وحمايتها، فجميعنا نبتغي وطنًا أفضل على الأرض،
إلا أن يعقوب صرّح قديمًا في الوحي المبارك أن حياته على الأرض هي حياة "غُربة"، فهو كمثله من الأباء المؤمنين على مر العصور كانوا يبتغون "وطنًا أفضل". وطن يُعلن عنه الوحي المبارك أن الوجع والدموع والموت وكل مصائب الحياة لن توجد فيه. هذا الوطن الذي لن يدخله سوى التائبون إلى الله، الذين آمنوا بأن عيسى المسيح وحده من يستطيع أن يغفر لهم ذنوبهم. فياليتنا نتوق لهذا الوطن، وندعو الله سبحانه أن يكون لنا الملاذ الأخير.