نشأتها:
ولدت نور الهدى محمد سلطان في أحدى قرى محافظة المنيا بمصر سنة 1879م. كان والدها محمد باشا سلطان ذو شأن، وكان يعمل كأول رئيس للمجلس النيابي في عهد الخديوي توفيق. وكانت هدى هي الأخت الكبرى لأخ واحد اسمه "خطاب".
تلقت هدى تعليمها في المنزل ولم تذهب إلى المدرسة لكونها فتاة، وكانت التقاليد وقتها تقمع حرية المرأة. تعلمت اللغات والموسيقى في المنزل، إلى أن تزوجت في سن ال 13 من ابن عمها "على شعراوي" التي أخذت منه لقبها "شعراوي".
جهادها لرفع الظلم عن المرأة:
عانت شعراوي طوال حياتها من الظلم بسبب كونها إمرأة في مجتمع يفرق بين الذكر والأنثى على حسب نوعهم. فبالرغم من أنها نالت تعليمها في المنزل – وقد كان ذلك من حظها فكثير من البنات وقتها لم يتمكنوا من أن يتعلموا في منزلهن – إلا أنها كانت تتوق إلى أن تتعلم مثل أخيها خطاب في المدرسة، ولكن رفض أهلها لأنها فتاة.
تذكُر أيضًا في مذكراتها عن شعورها بالقمع عندما تزوجت في سن ال 13 من رجل يكبرها بحوالي أربعين عامًا. الذي حرمها من عزف الموسيقى التي كانت تتلذذ بها ومن أشياء كثيرة كانت تتمنى أن تتعلمها وتمارسها.
ومن هنا انطلقت شرارة المناداة بحرية المرأة، أصدرت مجلة بعنوان "اجيبسيان" وهي مجلة باللغة الفرنسية وكانت فيها تطالب بحقوق المرأة، نظمت محاضرات ودعت للمرة الأولى المرأة بالمشاركة في محاضرات بأماكن عامة. قامت بقيادة السيدات في مظاهرات عام 1919، واستقبلت سنة 1921 الزعيم سعد زغلول وقدمت له مقترح بتحسين حال المرأة بمصر، مثل رفع سن الزواج للفتيات ليصل إلى 16 عام، ووضع قيود للحد من الطلاق، وتعليم المرأة وتشجيعها على العمل.
حفرت شعراوي اسمها بحروف من ذهب في التاريخ كواحدة من أهم المناضلات في سبيل تحرير المرأة من الظلم والقهر والقمع. استحقت عن جدارة تخليد اسمها في التاريخ كأهم المدافعين عن حقوق المرأة.
كل خلائق المولى سبحانه لهم نفس القدر من الاحترام، متساويين في القيمة والحرية، حباهم الله سبحانه بنفس المواهب وإن اختلفت أدوارهم ووظائفهم. وقد عاش عيسى المسيح حياته على الأرض مدافعًا عن المظلومين، غير مُحابٍ لأحد، لا يحب أحد دون سواه، ومات من أجل التكفير عن معاصي جميع من يؤمنون به دون تفرقة، فلا رجل ولا أنثى، لا عبد ولا حر، لا جنسية دون الأخرى، الكل مدعو ليُقبل إليه وللتعرُّف عليه وللإيمان به، للنجاة من غضب المولى على معصيتنا إن احتمينا به.