طفولته:
وُلد الفنان محمد خدة في مستغانم عام 1930 م. امتازت حياته في الصغر بالفقر المدقع والبؤس الشديد، فقد كان طفلًا لأبوين كفيفين، لذا عمل من صغره في المطابع لكي يسدد احتياجات أسرته. لم يستطيع أن يتعلم أكاديميًّا، لكنه علّم نفسه بنفسه، ففاق الكثيرين من الأكاديميين، وأصبح صاحب مدرسة تُدَرَّس في الجامعات.
كفاحه:
ربما عمله من الصغر في المطبعة هو ما بث هوسه بالأقلام والخطوط والألوان. بدأ الرسم من سن مبكرة ثم اضطر إلى الهجرة إلى فرنسا، فكان يعمل ويرسم طيلة الوقت. عمل في فرنسا في مرسم صغير إلى أن عاد إلى الجزائر وأقام أول معرض له للرسم بعنوان "السلام الضائع" عام 1963م.
يُعتبر خدة رائد وأحد أعمدة مدرسة "الإشارة"، كما أنه تميز جدًّا بخلط الرسم بالخط العربي والحروف العربية، وقد آمن أن الرسم باستخدام الخطوط والحروف يتكلم كما تتكلم الحروف في أي نص وربما أفضل.
لم تُزين لوحات خدة المعارض والمتاحف الدولية فقط، بل زينت الشوارع متمثلة في الجداريات الموجودة في الشوارع، وأغلفة كتب كثيرة سواء للعرب أو لغير العرب، كما أن رصيده في المقالات والكتابات النقدية في الفن أيضًا، تشهد عن كونه فنانا شاملاً.
أحب خدة الفن بإصرار. حبه للفن وكفاحه في سبيل تحقيق حلمه بأن يسطع فنه للنور كان ومازال مُلِهمًا لأجيال كثيرة لتسير على دربه، وفي عام 2020 احتفل محرك البحث، جوجل الشهير، بذكرى ميلاد هذا الفنان المبدع، الذي ثابر وجاهد في سبيل نشر فنه ورسالته.
القُبح ليس من صنع المولى، الله يصنع الجمال. يقول لنا كتاب التكوين التوراتي أن كل ما صنعه الله كان حسنًا، وحسنًا جدًّا. معصية أبوينا آدم الأول وكسره لوصايا الله القدير هي ما أدخلت الشرور والقبح للعالم، لكن بولس رسول القدوس المسيح عيسى، يُعلمنا أنه كما أن بمعصية آدم دخلت الخطيئة ومعهاالقبح للعالم، هكذا بموت المسيح عيسى البار سيتم استرداد الجمال والغفران مرة ثانية.
عزيزي القارئ، مات المسيح عيسى القدوس لكي يُميت أقبح قُبحٍ على وجه العالم، لكي يميت الخطيئة، الخطيئة التي جعلتنا أمواتًا، ويهب كل من يؤمن به الحياة الأفضل هنا وفي النعيم فبدونه لا يمكن أن ننالها.