لليان تراشر

دعوتها:
وُلدت لليان تراشر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1887 لأسرة متوسطة الحال. كانت تتمتع لليان بجمال خلاب، فتمت خطبتها لأحد الشبان الذي وافقت عليه وأحبته، وفي أوائل التسعينيات بينما كانت تعمل وتستعد لزواجها دعاها المولى سبحانه لأن تترك كل شيء وتذهب إلى مصر! وفي الحال، دون أن تسأل أو تتأخر أو تُماطل، آمنت لليان بدعوة الله سبحانه، فأطاعته ووثقت في كلماته، وذهبت لأرض مصر بعد أن فسخت خطبتها.

سيدة الإيمان:
بعد أن وصلت لأرض مصر، تيقنت أن المولى قد دعاها للذهاب لمصر لكي تهتم بالأطفال المُشردين واليتامى وغير الشرعيين. ومرة أخرى دون أن تعلم كيف، ولا أين، ولا من سيساعدها، آمنت بأن المولى سبحانه سيقودها ويؤازرها.
إفتتحت أول ملجأ للأطفال في مدينة أسيوط بجنوب مصر عام 1911، وكانت تستقبل كل طفل يحتاج لمأوى، مع أن الكثيرين حاولوا تثبيط عزيمتها بأن المكان قد امتلأ ولا يوجد طعام ولا أموال كافية، وحاول الكثيرون أيضًا إقناعها بأن ترجع إلى بلدها وتترك الأطفال.
تميزت طوال حياتها بما علَّمته لأطفالها – الذين كانوا ينادونها بماما لليان – تميزت وعلَّمت أولادها أن يعيشوا واثقين في أن المولى يجهز لهم ما يحتاجونه كما قال في الوحي الشريف. يَذْكر أولادها من ربَّتهم أنهم كانوا يجلسون على المائدة ويبدأون في الصلاة وشكر المولى على الطعام، دون أن يكون هناك طعام، لأنها علَّمتهم أنه في الوقت المعيَّن لذلك سيرسل الله سبحانه الطعام بطرق غير مألوفة أحيانًا.
تخلَّت لليان عن الزواج في سبيل الإيمان بالمولى سبحانه وبكلماته. رذلت مباهج الحياة لكي تطيع مولاها وخالقها. رفضت التنعم في سبيل أن تتبع من ترك المجد والسماء ونزل إلى لأرض لكي يفتدي البشر العصاة ويكفِّر عن ذنوبهم.
قد يكون الإيمان بالمسيح عيسى ووضْع ثقتنا فيه مُكلِّف ومؤلم أحيانًا، لكن آلامنا والكُلفة لا تقاس بالمجد الذي سيهبه لنا المولى في حياة الخلود، إذا وضعنا ثقتنا في الوحيد القادر على أن يُقربنا منه سبحانه، عيسى المسيح.