عمر الشريف

بداياته:
عمر الشريف أو ميشيل ديمتري شلهوب وُلد في مصر عام 1932 لأسرة من أصول شامية. كان والده يعمل في تجارة الأخشاب وأراده أن يُكمل من بعده المسيرة، إلا أن الصغير هوى التمثيل من صِغره، حيث بدأ مسيرته على مسرح "كلية فيكتوريا" الشهير بالإسكندرية مع رفيق صباه يوسف شاهين.
بدايته في السينما المصرية كانت بفضل يوسف شاهين المخرج الذي قدمه للجمهور لأول مرة في فيلم "صراع في الوادي" مع الفنانة الشابة – وقتئذ – فاتن حمامة، ومن بعدها استمر في العمل مع فاتن حمامة في العديد من الأفلام، كما شارك صديق عمره ورفيق رحلة نحاجه الفنان "أحمد رمزي" في العديد من الأفلام.
كانت من أهم مراحل حياة الفنان عمر الشريف هو اتجاهه للاحتراف العالمي، فاتجه صوب هوليوود، وقام بالدور الذي كان له التأثير الأكبر في تاريخه الفني "لورانس العرب" في أوائل السيتينيات، ومن بعدها اهتم أكثر بالتمثيل في الغرب، وارتحل من مصر، وأهمل العمل في السينما العربية قليلًا.
رُشح عمر الشريف لجائزة أوسكار ولكنه لم ينلها، وفاز ثلاث مرات بجائزة "الجولدن جلوب"، وعاد إلى الوطن في أوائل التسعينيات، حتى وافته المنية في عام 2015.

حُب حياته:
كانت فاتن حمامة هي كلمة السر والمفتاح لقلب عُمر الشريف، فلأجلها قد غيّر دينه وتزوجها، وحتى بعد أن انفصلا بسبب انشغاله بالسينما العالمية، لبث حبه لحمامة في قلبه، فلم يتزوج أبدًا بعدها، واعترف مرارًا وتكرارًا أنها حب حياته الأوحد.
بعد وفاة فاتن حمامة، شعر عمر الشريف بالوحدة القاتلة – بالرغم من أنهما كانا منفصلين وقتها، وكان قبلها قد مر بصدمة أخرى وهي وفاة صديق العمر أحمد رمزي. ازدادت حدة انفعالاته، فقد شعر جميع من حوله بكثرة نوبات الغضب التي يمر بها، ثم مَرِضَ بالزهايمر وكان لا يتذكر إلا حمامة فقط، حتى جاء وافته المنيَّة فمات شِبه وحيد!
عزيزي القارئ، فارق كل من الرفيق والحبيب عمر الشريف دون رجعة، فهذه سُنة الحياة، يموت فيها الصديق، ولا يحيا الحبيب فيها للأبد، وعند موتهم يشعر المرء بالوحدة القاتلة، خاصة إن كانوا هم كل من له في دنياه. إلا أن الوحي المبارك يدعونا دائمًا لنتذكر أن المولى سبحانه "عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا" وقيل عنه أنه "مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ." فهنيئًا لكل من اتكل عليه، إذ يحيا حياته برفقة ذاك الذي لن يتركنا أبدًا أن نشعر بالوحدة.