الكريسماس: رسائل المسيح "المُضيعة" في منطقتنا العربية.

أولت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، اهتمامًا كبيرًا بعيد ميلاد السيد المسيح والذي يحتفل به غالبية المسيحيين في الغرب يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول. وأكد العديد من المعلقين أن البشرية بحاجة ماسة إلى التمسك بأخلاق المسيح ونشر السلام والوئام بين الناس على اختلاف بلدانهم ودياناتهم.
وتحت عنوان "عيد الميلاد ورسالة يسوع المضيّعة"، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها: "الكثير من مظاهر الاحتفاء تخفي ممارسات وأخلاقيات تسير على نقيض تام من جوهر رسائل يسوع إلى العالم، وخاصة ما يتصل منها بالعدل والمساواة والتراحم، وذلك في قلب السلطات والقوى والبلدان التي تزعم الانتماء إلى الإرث المسيحي".
وتضيف الصحيفة: "فعلى سبيل المثال في فلسطين، مهد المسيح والأرض المقدسة لدى الديانات التوحيدية الثلاث، يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاك جميع رسائل يسوع بلا استثناء، فلا يكتفي بقهر الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم والاستيطان فيها وتهديم البيوت وتخريب العمران واقتلاع الأشجار وتكرار أشنع السياسات الفاشية والعنصرية".
وتختتم الصحيفة بالقول "تهنئة العالم والأطفال خاصة بعيد ميلاد المسيح مستحقة بالطبع، ولكن هيهات أن تخفي الحقائق المريرة حول رسالة يسوع المضيّعة".
ويقول علي المعالي في الرأي الأردنية "عيد الميلاد المجيد، يوم فرح، ومسرّة، يوم نحتفل به بميلاد مخلّص البشرية من الظلم، والطغيان، والذنوب، لترتفع حناجرهم مهللة المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسّرة".
وحول التقارير التي تزعم قيام الإسرائيليين بمحاولة تسميم المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، يقول المعالي "هؤلاء القوم يقتلون فينا كل فرحة، حتى فرحة العيد، فوفق معتقداتهم أنهم شعب الله المختار، وباقي الأمم هم من (الغويم) أي الأغيار من غير شعبهم، وأن قتل أي شخص منهم جائز، وحلال، وهنا أتساءل عن أي سلام يتحدث العرب مع هؤلاء الذين لا يعترفون حتى بحقنا في الحياة".
وتحت عنوان "مدينة النجف المقدسة تتزين بشجرة الميلاد"، تقول مريم مشتاوي في القدس العربي "فحين نجد في النجف، تلك المدينة الدينية التي لها تاريخيًا حرمة خاصة ورمزية لا تخرج عن معناها الثيولوجي، أن أبناءها يرفعون شجرة عيد الميلاد لأول مرة في تاريخها، فهذا يعني أن هناك إصرارًا أكيدًا من طرف الإنسان الشيعي على انفتاحه على الآخر ورغبته في التعايش مع مختلف الديانات والثقافات".
وتشدد مشتاوي أن مثل هذه الاحتفالات تعتبر "استمرارًا لاحتفاء ومشاركة المسيحيين في الثورة العراقية. وكم كانت الصور التي رصدتها القنوات وحكت عنها بتفاصيل ناطقة دليلًا على أنّ من راهن على تمزيق الجسد العربي -كما حدث في السابق- سيخسر لأن منسوب الوعي العربي قد ارتفع بالتأكيد هذه المرة".
وتؤكد الكاتبة أن "حضور شجرة عيد الميلاد المزينة بصور الشهداء الذين يمثلون كل الأديان في النجف مؤشر على أن الإنسان العربي يخطو في اتجاه يجعل من تاريخه الحالي لحظة لخلق القطيعة مع تاريخ مظلم ارتبط فيه بشوفينية وعنصرية وطائفية غذّاها الاستعمار القديم والحديث".
وحول الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة إدلب السورية، يقول حسام الحميد في العربي الجديد اللندنية "في مشهد لا يخلو من الدهشة، ترى أشجار الميلاد المتلألئة بالأنوار تنتصب في وسط دمشق ومدن سورية أخرى في احتفالات يوم الميلاد المجيد، في جو بهيج يفيض بالسعادة والفرح، وكأنك تعيش في بلد آخر غير سوريا".
المصدر : alanba.com