البيئة العربيّة في 10 سنين

وضع البيئة في العالم العربي تراجع في جوانب كثيرة، لكنّه أحرز تقدّماً على بعض الجبهات. هذا هو الاستنتاج الرّئيسيّ الّذي توصّل إليه التّقرير الجديد للمنتدى العربيّ للبيئة والتّنمية (أفد) وعنوانه «البيئة العربيّة في عشر سنين».
ويفيد التقرير بأن اعتماد سياسات تُعزّز التحوّل إلى الاقتصاد الأخضر لم يكن دائماً مبنيًّا على خطط بعيدة المدى، بل انطلق من حتميّة معالجة المشاكل الاقتصاديّة الحرجة الناشئة، إلى جانب النّقص في الموارد الطبيعية. ولذا اتّخذت التّغييرات صفة «الهبوط الاضطراري» في أوضاع مضطربة، بدل «التحوّل السلس» في ظروف مستقرّة...

الرّأي العام
وقد أظهر استطلاع للرّأي العام أجراه «أفد» في 22 بلدًا كجزء من التقرير، أنّ الجمهور العربيّ يتّفق والخبراء على أنّ البيئة استمرّت في التّدهور طوال السّنين العشر الأخيرة. فقد وجد 60 في المئة أن وضع البيئة في بلدانهم يتراجع، بينما تعتقد غالبية عظمى وصلت إلى 95 في المئة أن بلدها لا يقوم بما يكفي للتّصدّي للتّحدّيات البيئيّة، وأنّ الحكومات لا تبذل ما يكفي لهذا الغرض ولإدارة البيئة في شكل صحيح. أمّا أهمّ التحديات البيئية، استنادًا إلى الاستطلاع، فهي النّفايات الصلبة وضعف الوعي البيئي وتدهور الموارد المائيّة والتّلوّث الصّناعي وتغيّر المناخ.

المياه
ولا تزال ندرة المياه تتفاقم في المنطقة العربيّة، نظرًا إلى الموارد المحدودة للمياه العذبة المتجدّدة وتدهور الجودة من جهة، والنّمو السّكانيّ ونقص الأموال لتمويل البُنية التحتيّة للمياه من جهة أخرى. وخلال السّنين العشر الأخيرة، انخفض متوسّط نصيب الفرد من المياه العذبة في 22 بلدًا عربيًّا من نحو 990 متراً مكعّباً سنوياً إلى أقلّ من 500 – 800 متر مكعّب، أي عشر المتوسط العالمي، في حين بلغ نصيب الفرد من المياه المتاحة في تسعة بلدان أقل من 200 متر مكعّب. وهذا يعني أن حوالى 40 في المئة من السكّان العرب يعيشون في فقر مائي مطلق.
وفي حين تُعالَج نسبة 60 في المئة من مياه الصّرف الصّحي، يُرمى أكثر من نصف المياه المعالجة في البحر ولا يُعاد استخدامها. وقد تسبّب هذا في مشاكل كبيرة في البيئة البحريّة تتمثّل في ارتفاع نسبة المغذيّات العضويّة...

الأمن الغذائي
ويتحدّث التّقرير عن تدهور الأمن الغذائي في العديد من البلدان العربيّة، الّتي تشكّل أكبر منطقة عجز غذائيّ في العالم، مع وجود فجوة متزايدة بين الإنتاج والاستهلاك المحلّيّين. وتُعزى هذه الزّيادة إلى عوامل عدّة وتطوّرات مترابطة في العالم العربي، أهمّها النّموّ السّكّاني المرتفع، وانخفاض الإنتاجيّة الزراعيّة، واستنزاف الموارد الطبيعيّة، وتأثيرات تغيّر المناخ، وتسرّب مياه البحر، وارتفاع نسبة هدر الأغذية إلى نحو 35 في المئة، وانتشار الاضطرابات السياسيّة والصراعات الأهليّة على نطاق واسع...

الهواء
ويُظهر التّقرير أنّ نوعيّة الهواء تدهورت في البلدان العربيّة، وتضاعفت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون... وازدادت الانبعاثات النّاجمة عن قطاع النّقل بسبب النموّ الكبير في القطاع في غياب أيّة تدابير تخفيف فعّالة، وضعف وسائل النّقل العام في معظم البلدان. ويحذّر التّقرير من أنّ المستويات المُسجّلة لتلوّث الهواء في المدن العربيّة تبلغ 5 إلى 10 أضعاف الحدود القصوى الّتي حدّدتها منظّمة الصّحّة العالميّة...

يمكن تحميل التقرير كاملاً عبر الرابط: www.afedonline.org