الإرهاب

مسابقة شعريّة ضدّ الإرهاب

المرتبة الأولى : المتسابق الجزائري الجنسية "رضا بورابعة" عن قصيدة
"ملامح وردية للأنين".

مَلَامِحُ وَرْدِيَّةٌ لِلْأَنِينِ
تَمَزَّقَ فِي الْمَدَى هَذَا الْمُحَيَّا
عَبُوسًا مِثْلَ أَسْئِلَتِي شَجِيَّا
بِوَجْهِكِ أُمَّتِي أَبْصَرْتُ مَجْرًى
لِنَهْرٍ مُتْعَبٍ يَمْشِي حَيِيَّا
فَهَلْ جَفَّتْ مَلَامِحُهُ الْحَيَارَى
وَ قَدْ بَلَغَتْ مِنَ الشَّكْوَى عِتِيَّا ؟
وَ هَلْ بِشِفَاهِهِ اسْتَعْلَى هِلَالٌ
إِلَى الْأَعْلَى تَحَدَّبَ عُنْجُهِيَّا ؟
وَ هَلْ وَرْدٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ يَصْحُو
كَطِفْلٍ؟ أَمْ هَلِ الدَّمُ صَارَ رَيَّا ؟
تَمَرَّغَتِ الْمُنَى فِي طِينِ رُعْبٍ
وَ مِنْ فَرْطِ الرُّهَابِ جَثَتْ بُكِيَّا
فَقَدْ أَزْرَى بِهَا "الْإِرْهَابُ" حَتَّى
تَرَهْبَنَتِ الْحَيَاةُ بِهَا مَلِيَّا !
لِمَاذَا يَا سَلِيلَ الْمَوْتِ تَلْهُو
بِمَا فِي حَيِّنَا مَازَالَ حَيَّا ؟
تَخِيطُ لِذِكْرِيَاتِ الْأَرْضِ نَعْشًا
مِنَ اللَّهَبِ الْكَفِيفِ يُشِعِّ غَيَّا
تُؤَثِّثُ بِالْخَرَابِ رُؤَى الْيَتَامَى
وَ أَرْصِفَةَ الصِّبَا وَ هَوًى فَتِيَّا
تَدُكُّ بِهِ عُيُونًا حَالِمَاتٍ
تَرَقْرَقَ ضَوْؤُهَا مِثْل الثُّرَيَّا
وَ تُثْقِلُ بِالرَّزَايَا قَلْبَ أُمٍّ
يُسَامِرُ شَوْقُهَا الدَّمْعَ الْوَفِيَّا!
تُنَادِي أُمَّتِي وَ الْآهُ بُحَّتْ
إِذِ انْتَبَذَتْ بِهَا حُلُمًا قَصِيَّا :
أَلَا بُشْرَى تُزِيحُ الْحُزْنَ عَنِّي
فَيَجْعَلَ رَبُّهَا تَحْتِي سَرِيَّا ؟
وَ إِنْ أَهْزُزْ طَلَائِعَهَا تُسَاقِطْ
عَلَى شَفَةِ الْأَسَى رُطَبًا جَنِيَّا
أَلَا بُشْرَى ؟ فَقَدْ تَعِبَتْ أَنِينًا
قَصَائِدُ لَمْ تَجِدْ لِغَدِي رَوِيَّا
أُرِيدُ قَصِيدَةً تُفْشِي سَلَامًا
شَفِيفَ اللَّوْنِ كَالْبُشْرَى نَدِيَّا
لَكَمْ حَنَّ الْأَنِينُ إِلَى خَلَاصٍ
فَمَنْ يَهَبُ الْخَلَاصَ السَّرْمَدِيَّا ؟
تَخَاصَمَ إِخْوَةُ الصَّبَوَاتِ دَهْرًا
مَعَ الْقَلَقِ الَّذِي لَمْ يُبْقِ شَيَّا
وَ قَالُوا يَا عَزِيزُ.. فَلَمْ يُجِبْهُمْ
وَ لَمَّا اسْتَيْأَسُوا خَلَصُوا نَجِيَّا
صُوَاعُ الْخَوْفِ لَا يُبْدِي مَصِيرًا
أَمَا كَانَ الرَّحِيلُ بِنَا حَرِيَّا ؟
هُوَ "الْإِرْهَابُ" لَيْسَ سِوَى ظَلَامٍ
وَ إِنْ أَغْرَى بِنَا قَمَرًا سَنِيَّا
وَ لَا شَكْلٌ لَهُ إِلَّا اعْوِجَاجٌ
بِكُلِّ طَرَائِقِ الدُّنْيَا تَزَيَّا
فَهَلْ سَيَشِيخُ قُفْلُ الْبَابِ يَوْمًا
فَنَفْتَحَ لِلرُّؤَى دَرْبًا سَوِيَّا ؟
لِيَغْرُبَ عَنْ تَسَاؤُلِنَا عُبُوسٌ
وَ يُشْرِقَ فِي الْمَدَى هَذَا الْمُحَيَّا !

جائزة تقديريّة للمتسابق حسين علي محسن الكبوس الجزائري الجنسية عن قصيدته التي بعنوان "ضد الإرهاب" كونه المتسابق الأصغر سنًّا (16 عامًا)
ضِدَّ الإِرْهَاب

آهٍ ياأَرْضِي وَكُلَّ جُرُوحِ الْجَوَى بِي آهٍ يَاعِرْضِي وَجَرْحُكِ يَعْيَى عَنْ جَوَابِي
وَآسَفَاهُ أُسْقِمْتِ وَبِلادُ الْعُرْبِ مَاقَدْ مَرِضَتْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ إِلاَّ مِنْ عِلَّةِ الإِرْهَابِ
كُلَّمَا سَأَلْتُهَا مَا أَضْنَاكِ يَاتُرى؟ رَدَّتْ كَيْفَ لا أَضْنَى وَلِدِّي عَلَى تُرَابِي؟
كَيْفَ لاأَضْنَى وَدَمُ الْبَرِيءِ لِي شَرَابُ؟ كَيْفَ وَالإِرْهَابُ لَهْوًا قَدْ شَرَى بِي؟
لَحَى اللهُ إِرْهَابًا لا دِينَ لَهُ عَدَا تَدْعِيمِ الْخَطَإِ وَتَجْرِيحِ الصَّوَابِ
بِئْسَ آفَةٌ عَلَى أَرْضِنَا اسْتَفْحَلَتْ حَتَّى أَصْبَحَتْ كَالأَرْضِ الْيَبَابِ
عَكَّرْتُمْ بِكِيرِ فِكْرِكُمْ مَنْطِقًا كَانَتْ لَهُ نَفَحَاتُ الْمَلابِ
دَنَّسَتْ خُطَا بَغْيِكُمْ دُرُوبًا عَلَى أَفْنَائِهَا آمَالُ الشَّبَاب ِ
زَرَعْتُمْ بُذُورَ الْخَوْفِ فِي صُدُورِ أَبْرَياءٍ خِصَابِ
أَيَا الإِرْهَابُ لَقَدْ زَرَعْتَ خَوْفًا وَيْحُكَ وَهَلْ سَتَجْنِي رَيَاحِينَ الرِّحَابِ
تَبًّا حَتَّى الأَطْفَالُ رَوْنَقَهُمْ قَدْ سَلَبُوا وَصَارَتْ كُلُّ بَسْمَةٍ تَحْكِي أَلْفَ كِتَابِ
شَابُوا قَبْلَ شَبَابِهِمْ هَوْلاً وَشَبَّتْ لِشَيْبِهِمْ نِيرَانُ الْعَذَابِ
آهٍ رَحَلَ الأمْنُ وَدِفْءُ ثِيَابِهِ الْعَرَاءُ وَمَا الأَمْنُ؟ وَمَا دِفْءُ الثِّيَابِ؟
رَحَلَ يَصْرُخُ بِصَمْتٍ وَالدُّجَا نُورُهُ وَإِنْ ضَمَأَ اسْتَكَانَ لِخُدَعِ السَّرَابِ
أَنَّى لَهُ أَنْ يَبِيتَ جِوَارَ مُبْغِضِهِ وَهَلْ تَحُطُّ الْحَمَامُ عَلَى وَكْرِ الْغُرابِ؟
نَعَمْ لَقَدْ أَبْعَدَ الإِرْهَابُ الأَمْنَ عَنَّا وَلَكِنْ مَنْ سَيُبْعِدُ الإِرْهَابَ مِنْ عِقَابِي
كَفَاكَ هَأَنَذَا ـ الْعَرَبِيُّ ـ أَسْطَعُ خَمَدَ لَظَاكَ بِقَبْسٍ مِنِالْتِهَابِي
فَلا تَظُنَّ صَمْتَ بَنِي ضِرْغَامَ ضَعْفًا لا بَلْ أَنَّ لَهُمْ صَبْراً كَالرَّوَابِي
لِذَا احْذَرْ فَإِنْ لأَجْلِكَ أَسْبَابٌ وَإِنْ نَفَاذُ صَبْرِي أَعْظَمُ الأَسْبَابِ