فريد روجرز

من هو:
وُلد روجرز في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية في مارس 1928. نشأ كابن وحيد لوالديه، تخرج عام 1951 من جامعة رولينز بفلوريدا كمتخصص في مجال التأليف الموسيقي. بدأ عمله كمؤلف موسيقي، ثم بعدها ككاتب في برامج إذاعية وتلفزيونية خاصة في مجال الأطفال، إلى أن استقر لكتابة وتقديم برنامجه الأشهر على الإطلاق "حيّ السيد روجرز". الذي وافته المنيه وهو ما زال يقدمه في عام 2003.

"حيّ السيد روجرز":
"هل تقبل أن تكون جاري؟" بهذه الكلمات كان يتغنى روجرز في كل حلقة من برنامجه. ذلك البرنامج الذي أحدث تحولًا كبيرًا في حياة فريد روجرز عندما قرر أن ينفق عمره ووقته لخدمة الطفل في العالم.
لاحظ روجرز أن المحتوى الذي يقدم للطفل هو محتوى إما عميق جدًا ومليء بالفلسفة، أو سطحي جدًا. فبدأ برنامجه الذي استمر لأكثر من 31 موسم، الذي فيه حرص على مناقشة الأطفال في كثير من القضايا العميقة – كالعنصرية، والتحرش الجنسي، والعنف الأسري – بأبسط الطرق. كان برنامجه يتسم باحترام الأخلاق العامة، والمرح الذي يجذب الأطفال، وعمق الفكر والفائدة.
تنبأ الكثيرون بفشل برنامج روجرز لحرصه الدائم على أن يكون برنامج هادف، مُدعين أن البرامج الهادفة لا يمكن أن تستمر. إلا أن ردود فعل الأطفال، وحبهم لروجرز، وبالطبع الاستمرار الوقتي أثبت عكس ذلك.
وفي أثناء الحرب مع فيتنام أصدر الرئيس وقتها قرارًا بتخفيض التكاليف التي تنفق على برامج الأطفال لاستغلالها في الحرب. وعُقد مجلسًا لمناقشة هذا القرار مع سيناتور أمريكي كان من الواضح أن قراره محسوم، إلا أن روجرز قدم مرافعة تاريخية في ذلك اليوم، ختمها بإلقاء قصيدة قد كتبها للأطفال عن الغضب. علق بعده السيناتور قائلًا "كنت أظن أني رجلًا قويًا، إلا أن هذه الكلمات أصابتني بالقشعريرة". وأصدر المجلس قرارًا باستمرار دعم برامج الأطفال، بل بزيادتها 2 مليون دولار سنويًا.
عاش روجرز متمسكًا بمبدأ وهو احترام الأخلاق وعدم تدني مستوى ما يقدمه. تمسك بهذا حتى في وسط المؤشرات التي كانت تدعم فكرة عدم استمرارية برنامجه، إلا أنه آمن أن التدني الأخلاقي والسطحية هي أمور هادمة لا تفيد.
كل سطحية، كل تفشي للإنحطاط الأخلاقي في عالمنا له مصدر واحد، الشيطان الذي نشر معاصيه في عالمنا. كل محاولتنا لتجنب هذه الشرور هي محاولات فاشلة، فالوحي المبارك يخبرنا أن الشرور داخلنا وليست حولنا، ساكنة في قلوبنا وتنبع منها. لذا ليس أمامنا طريقًا مباركًا وطاهرًا سوى ذاك الطريق الذي أعده الله سبحانه في عيسى المسيح البار ومن خلاله وحده، حتى نتحرر من عبودية الشر والفساد. فهل تستغل فرصةً مازالت أمامك لتختبر الأمر بنفسك دون وصاية من أحد؟