كيف نعالج مشكلة هدر الغذاء في منازلنا؟

كتبت اختصاصية التغذية ماريال منصور:
يعتبر هدر الغذاء من أكثر المسائل انتشاراً في مختلف دول العالم. إذ تصدرت هذه المشكلة أول اهتمامات الأمم المتحدة نظرًا إلى تداعياتها السلبية بيئيًا واجتماعياً واقتصادياً. ووفق منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يهدر سكان العالم ثلث الغذاء الموجه للاستهلاك البشري، وتقدّر الكمية المهدورة من الغذاء عالمياً حوالي مليار و300 مليون طن سنويًا، تصل قيمتها إلى 980 مليار دولار أميركي.

هذا وتعتبر الفواكه والخضروات، وخاصة الخضروات الجذرية من أكثر أنواع الأغذية المهدورة، وتصل نسبة هدرها إلى ما بين 40 إلى 45 %، تليها اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان بنسبة 35%، ثم الحبوب والبذور الزيتية بنسبة 30%. ويتم تسخير 38% من إجمالي الطاقة المستهلكة في النظام الغذائي العالمي لإنتاج أغذية مفقودة أو مهدورة.
وبحسب تقارير المنظمة الدولية، يساهم الهدر المنزلي في هذه المشكلة، لأنّه يهدر سنويًا أطناناً من الأطعمة نتيجة سوء التخزين أو تكديس كميات منها تفوق حاجة الأفراد، بينما يعاني أكثر من 820 مليون شخص من الجوع.
انطلاقاً من هذه المشكلة الإجتماعية، كيف نستطيع الحدّ من هدر الغذاء؟

أ‌-ماذا نقصد بهدر الغذاء؟
يعدّ فاقد الغذاء هو فساد الأغذية قبل وصولها إلى مرحلة المنتج النهائي أو مرحلة البيع بالتجزئة. ويحدث في المزرعة، في التخزين أو خلال التوزيع، بحسب "الفاو". أما بالنسبة لـ "هدر الغذاء"، فهو كل الغذاء الصالح للاستهلاك، لكنه لم يُستهلك بسبب تركه حتى فساده أو بسبب استبعاده بمعرفة تجار التجزئة أو المستهلكين. ويحدث في المتجر، في المطعم أو في المنزل.

ب‌- إذاً ما هي أسباب فقد وهدر الغذاء؟
وجدت الأبحاث أن الأسباب الرئيسة لفقد الغذاء هي ضعف البنية التحتية والسياسات التنظيمية والممارسات السيئة في الزراعة وما بعد الحصاد، والمشاكل المترتبة خلال نقل الغذاء وتوزيعه.
أما على مستوى المستهلك، فيعتبر هدر الغذاء مشكلة سلوكية مستمدة من عاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا وسلوكياتنا، إذ تهدر كميات ضخمة أثناء الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية واللقاءات الأسرية وفي المطاعم والفنادق. يسهم الافتقار إلى الوعي، واعتماد أساليب تسوق سيئة ومفرطة، وعدم التخطيط للوجبات إلى زيادة الهدر.


ج- كيف تحدّ من هذه المشكلة الغذائية؟
تتعدد الوسائل المساعدة للتخفيف من مشكلة هدر الغذاء، وتنقسم إلى معالجات حكومية وفردية، ولعلّ أبرزها:

أولاً- وضع سياسات دولية لتفادي مشاكل الزراعة والحصاد.
ثانياً- اعتماد أساليب متطورة لنقل الغذاء وتوزيعه.
ثالثاً- التسوّق بذكاء وحكمة من خلال وضع قائمة تسوّق مفصلة بالمكونات المطلوبة وتجنب الإفراط في الشراء.
رابعاً- مراقبة تاريخ انتهاء صلاحية الغذاء ووضع الأطعمة الجديدة في الخلف والقديمة في الأمام.
خامساً- تخزين الغذاء بطريقة آمنة وفي الأماكن الصحيحة، فالأكياس أو العلب التي تحتوي على الغذاء المخزّن، يجب أن تكون محكمة الغلق. وكذلك، للغذاء المبرّد والمثلّج، يجب التأكد من برودة الثلاجة والبراد على الدوام.
سادساً- عدم التخلّص من بقايا الأطعمة فيمكن استخدامها في عمل وجبات جديدة، أو الالتزام بتخزينها بطريقة ملائمة من أجل إعادة استعمالها في وقت لاحق.
سابعاً- عدم الإكثار من كمية الغذاء في الطبق، فعلى الشخص وضع الكمية التي يحتاجها دون زيادة، فهذا يُساهم بضبط السعرات الحرارية المستهلكة ويحدّ من كمية الأطعمة التي يتم هدرها.
ثامناً- تجنّب طهي أكثر من وجبة في الوقت نفسه والتركيز على خيار واحد لعدم التخلص من فائض الغذاء.
أخيراً- التبرع بالغذاء لبنوك الأطعمة لمساعدة الأشخاص الأكثر حاجة وبالتالي تفادي الهدر.

المصدر: annahar.com