ماما ماجي

مسيرتها الأولى:
ماجي جبران أو كما يُطلق عليها "الأم تريزا المصرية" أو الاسم الأشهر بين الأطفال الفقراء "ماما ماجي". ولدت في مصر لأب فيزيائي مشهور هو جبران جورجي، كانت تعيش في أسرة رغدة الحال في بيت أبيها، حتى تزوجت برجل أعمال ثري وأنجبت منه، وكانت تعمل كأستاذ في الجامعة الأمريكية لعلوم الحاسب الآلي.

شغفها نحو الفقراء:
في وسط حياتها التي تتسم بالرخاء، ألهب المولى قلبها بشغف تجاه الأطفال الفقراء. أسست جمعية خيرية عام 1985 للاهتمام بالأطفال الفقراء وتلبية احتياجاتهم تحت اسم "Stephen's Children". رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2012 ولكنها لم تحصل عليها. حصلت على جائزة "صناع الأمل" من حاكم دبي من بين 65 ألف مشترك، وكُرِّمت في عام 2018 في احتفالية في مصر للمرأة المصرية أقامها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
عندما لم تَفُزْ بنوبل تم سؤالها عن مشاعرها فقالت "أنا أحب الله سبحانه، وهو وحده من يفرق معي. لا يهمني الفوز بنوبل، فضحكة طفل صغير عندي أهم"، وعلى الرغم من عدم فوزها إلا أنها ما تزال واحدة من أقوى المرشحات لها على مستوى العالم.
حقًا هي قصة عظيمة، فهي تختلف عن أغلب قصص النجاح، فالنجاح عادة يُقاس بأن يصعد الشخص إلى سُلم المجد لا أن ينزل فيه، فالقصص المعروفة تختلف عن قصة الأم ماجي التي كانت في أعلى الأماكن وقررت أن تتنازل، فالواقع يروِّج لنا أن النجاح هو أن نرتفع في المكانة والغنى المادي، بينما حطمت الأم ماجي هذه النظرية، معلنة أن النجاح الحقيقي يتم بالتنازل والإخلاء.
لم تكن "ماجي" رائدة ولا مؤسِّسة لواقع التنازل والإخلاء، فالوحي المبارك يسرد لنا قصة من كان في أعلى سماه، ولكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. عيسى المسيح القدوس، الذي تنازل من سماه ليسكن أرضنا ويُشاركنا في الجسد لكي يكفِّر عن معاصي كل شخص سيؤمن به، فأثبت لنا أن هناك طريقًا آخر للنجاح، طريقًا لا يمكن أن نفهمه بمعزل عن الإيمان الحقيقي بالمسيح عيسى القدوس.