القديس أغسطينوس

نشأته:
ولد أغسطينوس في مدينة تاجست (أهراس، الجزائر حاليًا) في شمال أفريقيا سنة 354 م. أبوه كان وثنيًّا عند ولادة ابنه، أما أمه "مونيكا" فقد كانت مسيحية. سافر أغسطينوس في سن السادسة عشر إلى قرطاجنة لكي يدرس البيان والحقوق، حتى صار ماهرًا في القول والفلسفة والحقوق، وذاع صيته.
سافر إلى روما وهناك أرسله حاكمها إلى ميلان بناء على طلب حاكم الذي كان يبحث عن أستاذٍ بليغٍ في البيان. قرأ في الفلسفة، تبحَّر في فلسفة أفلاطون، وأتقن اللاتينية بمهارة.

حياته الأخلاقية:
اشتهر أغسطينوس في تلك المرحلة بأخلاقه غير الحميدة، فقد مارس كل أنواع الرزيلة، ضاربًا بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد والأخلاق، حتى أنه أنجب طفلًا غير شرعي لازمه بعد ذلك طيلة حياته، وفي ظل انحرافه الأخلاقي، كانت أمه مونيكا دائمًا ما ترفع الصلوات والأدعية إلى الموْلى لأجل أن يفتح قلبه للإيمان بالمسيح عيسى، وكانت دائمًا ما تصلي بدموع، لذلك يسمَّى أغسطينوس "ابن الدموع" حتى يومنا هذا

توبته:
في ظل كل تلك الشرور، شاءت عناية المولى أن تختار أغسطينوس، المنحرف أخلاقيًا، ليتوب إلى خالقه. سمع وتأثر بعظات للأسقف أمبروسيوس، الذي كان يتميز بعِلمِه وقوة حُجته وتقواه أيضًا، ثم بدأ يقرأ في الوحي المبارك، وأُعجب جدًّا برسائل الرسول بولس، ففتح الهادي قلبه وهداه للإيمان بالمسيح عيسى.
ثم أصبح أسقفًا لمنطقة هيبو، وقبل موته ترك للتاريخ إرثًا كبيرًا من الكتب التي تشرح الإيمان بالمسيح عيسى، وأشهر تلك الكتب هي "الاعترافات" و"مملكة الله"، ووافته المَنِيَّة عام 430 م.
اشتهر أغسطينوس أو ابن الدموع، كما تمت تسميته، بغزارة كتَاباته عن نعمة الله، فقد آمن أن الإنسان في ذاته لا يستحق أي شيء من المولى، فالإنسان مذنب ومُدان، ولكن من رحمة القدير وفضله أن يهدي عباده إلى الطريق المنير من خلال الإيمان بالمسيح عيسى البار.