هيلين كيلر

نشأتها:
هيلين كيلر الأديبة والناشطة الأمريكية المعروفة. ولدت في ولاية ألاباما الأمريكية في عام 1880. فقدت عائلتها كل أموالها أثناء الحرب الأهلية وقتها فعاشت حياة فقيرة جدًّا في صغرها. أصابها مرض عُضال ففقدت السمع والنظر وكان عمرها وقتئذ دون العاميْن، مما أثر أيضًا على قدرتها على الكلام فأصبحت شبه بكماء أيضًا.
في عمر السادسة تم تعيين مُعلمة وجليسة لها لتساعدها على تخطي عقبة فقدان نظرها وسمعها، فأرسل لها المولَى سبحانه ملاكها الحارس ورفيقة دربها "آن سولفيان" التي علَّمتها أن تترك الظلام والصمت، فدربتها على القراءة وترتيب الحروف، وكانت كيلر تقرأ كلمات آن بأن تضع أصابعها على فمها وتترجم الحروف المنطوقة، وكانت أيضًا تتواصل من خلال لمس أصابع "آن" التي كانت تكتب الحروف بأصابعها بطريقة تعرفها هيلين كطريقة للتواصل.

مسيرتها:
بالرغم من أن صديقتها "آن" كانت ضعيفة البصر جدًّا، حتى أنها فقدت بصرها في أواخر أيامها، إلا أنها ساعدت كيلر على الدراسة فكانت أول كفيفة صماء تحصل على الليسانس، ثم عملت هيلين ككاتبة وروائية فكتبت أكثر من 18 كتابًا. اشتغلت أيضًا بالحزب الاشتراكي واهتمت بحقوق المرأة فكتبت وقدمت محاضرات وشاركت في ندوات في ذلك المجال. أصحبت كيلر مُلْهِمة لكل العالم في تحدي أي إعاقة في مسيرة الحياة.
واحدة من أشهر أقوالها المعروفة "لقد وهبني الله الكثير، حتى أنني ليس لدي الوقت للحزن على ما حرمني إياه". عاشت ملهمة العالم كيلر حياة الشكر بالرغم من فقدانها لأهم مقومات الحياة. عَلِمت أن المولى سبحانه يبارك بطرق شتى في ذي الحياة، وأن شكره سبحانه على عطاياه مفتاح للنجاح في حياتنا.
يستحق المولى الشكر على كل عطاياه حتى وإن ظهرت قليلة، فالمأكل والمشرب والرعاية والحماية والنفس اليومي وغيرها من عطاياه تستحق الحمد والشكر عليها يوميًا، إلا أن المسيح عيسى وهبنا أعظم عطية، عطية لا تُقَدَّر بثمن، عندما مات تكفيرًا عن معاصينا وقام من بين الأموات ليمنحنا حياة الخلود.