محمد القصبجي

بدايته:
وُلد محمد القصبجي في مدينة القاهرة لأب مُلحن موسيقى وعازف للعود في سنة 1982. عشق الفن والموسيقى من صغره، ورغم ذلك تخرج كمعلم قبل بداية مسيرته الفنية.
في البداية أثناء عمله كمعلم بدأ في العزف في بعض الفرق الموسيقية على آلة العود، حتى عام 1920 الذي لحن فيه أول "طقطوقة" له، ومن بعدها اشتهر القصبجي بين كبار المُلحنين في عصره، إذ كان الغناء لواحدة من ألحان القصبجي يعتبر وسام على صدر المُطرب، فغنى ألحانه أكبر المطربين في عصره مثل: ليلى مراد، أسمهان، بدرية أحمد، ومنيرة المهدية.

مسيرته مع السِت:
في عام 1923 سَمِع القصبجي، أو قصب كما كانت تسميه أم كلثوم، لأول مرة صوت أم كلثوم وهي تُنشد مدائح دينية، فأعجب بها وقرر أن يُجازف بسمعته كواحد من أشهر المُلحنين ويُلحن أغنية لفتاة مغمورة لا يعرفها أحد سوى أسرتها!
من بعدها تعلّق قلب القصبجي بأم كلثوم فلحن لها أشهر أغانيها طوال مسيرتها الفنية. كانت أول أعماله الإحترافية معها "قال إيه حلف ميكلمنيش"، مرورًا بأغنية "يا صباح الخير يالي معانا" و"طاب النسيم العليل".
تمادى الملحن الشهير في حبه لأم كلثوم وتعلّقه بها عاطفيًا فقرر أن يتنازل ليكون مجرد موسيقي في فرقتها يعزف على آلة العود، في الوقت الذي قررت هي أن تستعين بملحنين آخرين لأغانيها كرياض السنباطي والشيخ زكريا أحمد والنجريدي.
لم يتحقق أبدًا حلم القصبجي بأن تصبح أم كلثوم زوجته، فهي كانت رافضة تمامًا لذلك. لكنه عاش أمينًا لها، مُحبًّا مُتفانيًا ومُضحيًا، فقد تنازل هو عن اسمه ومكانته وعرش المجد الذي كان يتربع عليه، لكي تصعد هي على سلم الشهرة التي كانت آخر خطواته هو يعلمها من البداية، وهي خطوة رفضه كحبيب وحتى كملحن والتمسك به فقط كقائد لفريق الموسيقى وعازف العود خلفها!
لا يمكن أن تُحكى قصة حب دون أن يكون العطاء والتضحية سرًّا لها، أهم وأعظم قصة حب في التاريخ على الإطلاق هي قصة حب الله سبحانه لعبيده الخطائين، قصة الحب التي امتلأت بالتضحية والتنازل، حين أرسل الله كلمته الأزلية عيسى المسيح، الذي قرر طواعية أن يتنازل ويسكن الأرض، ويموت تكفيرًا عن معاصي كل من يؤمن به، فهل نَقبل هذا الحب ونعترف بالجميل، أم نتمادى في رفضنا له؟