وديع الصافي

نشأته:
ولد وديع بشارة فرنسيس سنة 1921 في قرية نيحا الشوف اللبنانية لعائلة مارونية فقيرة الحال. انتقل وديع مع أسرته إلى بيروت ودخل المدرسة الكاثوليكية "دير المُخلِّص" واشترك في جوقة الغناء بها.

علاقته بالفن:
منذ نعومة أظفاره وأحب "عملاق لبنان" – كما أطلقوا عليه فيما بعد – الطرب والفن. سنة 1938 فاز على أربعين متباريًا في مسابقة للغناء تابعة للإذاعة اللبنانية، وهنا تمت تسميته من قِبل اللجنة المُحكِمة بوديع الصافي نظرًا لصفاء صوته.
اشتهر كملحن ومطرب في عدة بلدان، فسافر إلى مصر وتقابل مع أسطورة التلحين محمد عبد الوهاب الذي صرح أن صوت الصافي لا مثيل له. ولحن الأغنية الشهيرة "عظيمة يا مصر" التي بسببها مُنح الجنسية المصرية. أنشأ وديع المدرسة الصافيّة في الغناء الشرقي، وجال طوال حياته في كل العالم منشدًا مؤمنًا بقوة الفن على التغيير.

قضيته الأساسية:
لم يكتب أي شخص عن "مطرب الأَرز" دون أن يُشير إلى حبه الشديد لوطنه. فقد اهتم الصافي بأن يكون للأغنية اللبنانية تواجدًا ملحوظًا على الساحة الفنية – وهذا ما استطاع أن يحققه في مسيرته الفنية. في بداية الخمسينيات اهتم بنشر الفولكلور الطربي اللبناني في مهرجانات بعلبك، وفي السبعينيات سافر إلى بريطانيا مُنشدًا احتجاجًا على الحرب الدائرة على لبنان، مدافعًا من خلال الأغنية عن حضارة وتاريخ بلده.
في الثمانينيات اتجه قلب "قديس الطرب" – كما دعوه – نحو تلحين وغناء الأغاني الدينية، فقد عَلِم بعد مسيرة مهيبة في الفن أن كل أعمال الإنسان مهما سمت وارتقت لا يمكن أن يتوجها سوى علاقته بالله سبحانه، لم ينس الصافي أهم علاقة في الحياة، لم تشغله الأضواء عن مصدر النور الحقيقي، لم يكتف بألاف المعجبين والمصفقين، بل آمن أن هناك علاقة تفوق وتسمو على كل العلاقات في العلاقة بالمولى سبحانه، فهل اختبرنا عمق هذه العلاقة من قبل؟