لماذا تَخَلَّفَ عالَمُنا العربيّ بينما تَتَقَدَّمُ دُوَلُ العالمِ الأُخرى؟!

لماذا تَخَلَّفَ عالَمُنا العربيّ بينما تَتَقَدَّمُ دُوَلُ العالمِ الأُخرى؟!

هذا السّؤال مُوجباتُ طَرْحِهِ كَثيرةٌ وتَتَدَاوَلُه الألسُن كثيرًا.
وشواهد التخلّف تَصْعُبُ على العَدّ. وليته كان تخلّفًا سِلميًّا، ولكنّه - وللأسف - تَخَلُّفٌ مصحوبٌ بالدّم والدّمار والخراب.
وفي كلّ بلدٍ عربيّ - إلّا استثناءاتٌ قليلة - شواهد على هذا التخلّف ...

في ظَنّي أنّنا كَشُعوبٍ عربيّة كنّا نعيش حالةً مُخادعةً لِلذّات، تَحَدَّثْنا وتَجَدَّدْنا وتَقَدَّمْنا مَظهرًا وشكلًا، أمّا في أعماقنا وعقولنا فكُنّا مُتَخَلِّفين حَدَّ الجهالة والبِدائيّة ولم نتحضّر ولم نَسْتَفِدْ من عَطاء الحياة المَدَنِيَّة والعلم والتقدّم.
ظَنَنَّا أنّنا نعيش العصر وأنَّنا أبناء العصر، لأنّنا لَبِسْنَا لباس العصر واستخدمنا تقنيّاته وركبنا الطّائرة والسّيّارة، وفرحنا بالأطباق اللّاقطة وزَيَنّا بها أسطح منازلنا، ولكنّنا في داخلنا بِدائيّون مُتخلّفون، لا نستطيع مغادرة ما في داخلنا مِن تخلُّفٍ ولم نَسْعَ إلى مُعالجة أسبابه، وإنّما تسابقنا إلى تثبيته وتطويره.
طَوَّرْنَا التّخلّف في داخلنا وصار هو قضيّتنا، صددنا عن العصر لنغوص في الجهل والتخلّف، ويصبح هو موضوع نقاشنا وكيف نتخلّف أكثر.
سَخَّرْنا كلّ تقنيّات العلم الّتي أنتجها أصحابها لراحة البشر، لنستخدمها في الدّمار والخراب والقتل.

خَطَفْنَا الطّائرات وجَعَلْنَا منها قاذفاتٍ لِهَدْمِ الأبراج على رؤوس سكّانها، وفَخَّخْنَا السيّارات لتكون مصادر للموت وَلِخَطْفِ الأرواح، واسْتَخْدَمْنَا الفضائيّات لنشر التخلّف وجعلنا من الانترنت وسيلة لِبَثّ الفرقة والتّناحر وزرع الفتنة.
أحْيَيْنا نزاعاتٍ وشرورًا مَاتَتَ مِن قرون، من أجل أن نتحارب ومن أجل الثّأر الَّذي طَوَتْهُ القرون.
هل سنخرج من هذه الحالة؟
لا!!!

الكاتب : صالح الشايجي
المصدر: الآن الكويتيّة