نسَب مُرعبة لحالات الانتحار في الوطن العربيّ خلال 2016

شهد عام 2016 تزايدًا كبيرًا في حوادث الانتحار عالميًّا، وكان للمجتمع العربيّ نصيب الأسد في هذا الأمر على عكس طبيعة البلدان العربية.
وأشارت إحصائيّات الانتحار في العالم العربيّ، الّتي قدّمتها منظّمة الصّحّة العالميّة، وبعض المراكز الحقوقيّة، إلى الدّوافع والأسباب الّتي أدّت إلى انتحار 800 ألف شخص.
وتأتي السّودان على رأس القائمة، حيث احتلّت المرتبة الأولى في نسبة الانتحار الّتي بلغت 17.2% حالة لكلّ 100 ألف فرد، أمّا أقلّ دولتين عربيّتين من حيث نسبة الانتحار فَهُما السّعوديّة وسوريا حيث تبلغ نسبة الانتحار فيها 0.4%.
وكشف التّقرير أنّ حالات الانتحار تمثّل نسبة 50% من جميع الوفيّات النّاجمة عن العنف بين الرّجال، و71% بين النّساء، ويُعدّ الانتحار ثاني أهمّ أسباب الوفاة في الفئة العمريّة بين 15 – 29 عامًا.
وأكّد التّقرير أنّ أهمّ أسباب الانتحار هي الأزمات الماليّة الّتي يمرّ بها المنتحرون، والبطالة، والخلافات الأُسَرِيّة والأزمات العاطفيّة، والإجبار على الزّواج، بالإضافة لإقبال بعض الأطفال على الانتحار، لأسباب أبرزها ضغط الأهل عليهم لإحراز التّفوّق الدّراسيّ أو الرّياضيّ، مثل انتحار بطلة المصارعة المصريّة ريم مجدي
ولعلّ أبرز قصص الانتحار هي تلك الّتي حدثت في ألمانيا حيث أقدم لاجئ صومالي يبلغ من العمر 17 عامًا، على إلقاء نفسه من الطّابق الخامس بمجمّع سكنيّ لطالبي اللّجوء القصّر بمدينة شمولن بولاية تورنغن، وكان الفتى الصّوماليّ قد قضى أسبوعًا كاملًا في مصحّة نفسيّة يتلقى علاجًا من الاكتئاب والصّدمة الّتي أصيب بهما أثناء رحلة لجوئه إلى ألمانيا من الصّومال
وفى غزّة، سجّلت المنظّمة 80 محاولة انتحار في شهرين لأسباب معظمها يعود لما يعانيه أهل قطاع غزة من ظروف اقتصاديّة ومعيشيّة صعبة.
وذكر تقرير لمرصد الأورومتوسّطي لحقوق الإنسان، أنّ معدّلات الانتحار في قطاع غزّة ارتفعت من 30% إلى 40% مقارنةً بالأعوام 2013 و2015، وذكر التّقرير نفسه أنّ نحو 80% من سكان غزّة يعيشون تحت خطّ الفقر، بينما يعاني 43% من شباب غزة من البطالة.
وأثبت التّقرير أنّ الانتحار لم يكن مقصورًا فقط على عامّة الشّعب، وإنّما طال أسماء سياسيّة.
من جانبها، أعلنت الرّابطة الجزائريّة لحقوق الإنسان عن تسجيل حوالي 1100 حالة انتحار بالجزائر سنويًّا، وعشرة آلاف محاولة انتحار أخرى لم تنجح، 80% منها بين الشّباب والمراهقين. وذكرت الرّابطة أنّ أغلب حالات الانتحار تأتي بسبب ظروف اجتماعيّة قاسية، حيث يبلغ العاطلون عن العمل نسبة 53% من المنتحرين.
وسجّلت المغرب أعلى الدّول العربيّة في نسبة الانتحار، وكان من أبرز حوادث الانتحار في المغرب، انتحار خديجة السويدي (17 عامًا) نتيجة تعرّضها لواقعة اغتصاب جماعيّ، وفي 22 نوفمبر 2016، أقدم أب لخمسة أبناء على الانتحار بمدينة فاس المغربية، لأنه يعاني من ضيق أحواله المادّيّة وعدم قدرته على إعانة أسرته وأطفاله الخمسة.
وفى مصر تصدّرت الأزمات الماليّة والبطالة دوافع حوادث الانتحار، وبسبب الخلافات الأسريّة والضّغط الأسريّ والأزمات العاطفيّة.
وفي 17 نوفمبر 2016، أقدمت ربّة منزل (32 عامًا) على الانتحار بسبب اعتداء زوجها المتكرّر عليها بالضّرب، وأخرى انتحرت بسبب حبس والدها وأخوها لها في المنزل لهروبها منه.
وذكرت منظّمة الصّحّة العالميّة، أنّه لَمِنَ المثير أن يكون للأطفال نصيبًا ملحوظًا في عمليّات الانتحار لعام 2016 لأسباب عديدة، أهمًها الضّغوط النّفسيّة الّتي يمارسها الأهل لحثّ أبنائهم على التّفوّق الدّراسيّ أو الرّياضيّ والعنف الأسريّ، ومن هذه الحالات انتحار السّعوديّة سارة العتيبى (14 عاما) في غرفتها شنقًا بسبب سوء معاملة زوجة أبيها.
ولجأت بطلة المصارعة الحرّة الطّفلة ريم مجدي (15 عامًا) إلى الانتحار حيث فتحت باب سيّارة والدها وقفزت منها أثناء سيرها بسبب تعنيف والدها لها في التّمرين، حيث قام بركلها لعدم تركيزها في التّمرين ثمّ لطمها على وجهها، ممّا أدّى لإقدامها على الانتحار.

المصدر: روتانا