جولة على نسب استهلاك المخدرات في بعض الدّول العربيّة

أظهر "تقرير المخدرات العالميّ لعام 2016"، الذي أصدره "البرنامج العالميّ لمكافحة المخدّرات والجريمة" (UNODC)، التّابع للأمم المتّحدة، أنّ نحو 250 مليون شخصًا في العالم، أي نحو 5% تعاطوا المخدّرات غير المشروعة، بمختلف أنواعها. ولكن ماذا عن العالم العربيّ؟
مصر
في مصر، أعلن "صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتّعاطي"، التّابع لوزارة التّضامن الاجتماعيّ، أنّ معدّل الإدمان بلغ نحو 10% من السّكّان، أي نحو 9 ملايين شخص، 72% منهم ذكور و28% إناث. كما أنّ 80% من الجرائم غير المبرّرة تحصل تحت تأثير تعاطي المخدّرات.
وأكّد خبراء أنّ هذه النّسب عالية جدًا، وتشكّل ضعفٓيْ المعدّلات العالميّة البالغة 5%. وأرجعوا هذه الزيادة إلى الانفلات الأمنيّ، وسهولة نقل المواد المخدّرة عبر الحدود، إلى جانب الفقر وارتفاع معدّل البطالة ويأس الشّباب من تأمين حياة كريمة.
لبنان
في لبنان، كشف وزير الصّحّة أنّ عدد المدمنين على المخدّرات بلغ 24 ألفاً، أي 0.6% من إجمالي عدد السّكّان البالغ 4 ملايين. في حين بلغت نسبة الإدمان بين طلّاب المدارس نحو 3.5%. وتراوح أعمار النسبة الأكبر من المدمنين بين 26 و35 عاماً، ولكنّ ظاهرة إدمان شباب لم تتجاوز أعمارهم 18 عامًا بدأت تنتشر.
ومن أبرز أنواع المخدّرات المنتشرة في لبنان الحشيشة، بسبب وفرتها وكثرة زراعتها في مناطق البقاع. تليها الأقراص المخدّرة، وتحديداً الكبتاغون، وهي من مشتقّات مادة الأمفيتامين، ثم الكوكايين والهيروين، وفق دراسة أعدتها "المؤسسة الدّوليّة للمعلومات". مشيرةً إلى أنّ نسبة تعاطي الحشيش خلال السّنوات الثّلاث الماضية بلغت 39%، والهيرويين 30%، والكوكايين 13%. ولفتت إلى أنّ 80% من المدمنين ذكور، و20% إناث.

السّعوديّة
وفي السّعوديّة، أظهرت التّقديرات الرّسميّة لوزارة الدّاخليّة أنّ عدد المدمنين بلغ 200 ألف، أي ما نسبته 0.7% من إجمالي عدد السّكّان البالغ 28 مليون نسمة، ولكنّ بعض الجمعيّات تشير إلى أنّ النّسبة الحقيقيّة أعلى بكثير.
ومن أبرز أنواع المخدّرات المنتشرة في المملكة، أقراص الكبتاغون، والكوكايين، والهيرويين. وأشارت وزارة الدّاخلية إلى أنّ نحو 33% من كمّيّة أقراص الكبتاغون في العالم يتمّ مصادرتها في السّعوديّة. كما تصادر المملكة نحو 60 طناً من الحشيش سنويًّا، وما بين 50 إلى 60 كيلوغراماً من الهيرويين، أي ما تصل قيمته إلى نحو 1.2 مليار يورو.
سلطنة عُمان
في عُمان، أعلن وزير الصّحّة أنّ عدد المدمنين تجاوز 5100 مدمن (4 ملايين عدد السكّان)، مشيرًا إلى أنّ معدّل المُتعافين بين المدمنين لا يتجاوز 20%.
ومن أبرز أنواع المخدّرات المنتشرة في السّلطنة: الهيرويين، والحشيش، والقات، والمورفين، إضافة إلى الترامادول وأنواع أخرى تضعها الدّولة في خانة "مؤثّرات عقليّة".
وفيما ازداد عدد المدمنين في عُمان منذ عام 2013 بنحو 20%، تعاني البلاد نقصاً في عدد مراكز التّأهيل الشّامل لمُدمني المخدّرات.
الجزائر
وفي الجزائر، يُسجّل تفاوت كبير في تحديد عدد المدمنين، ففي حين أشار "الدّيوان الوطنيّ لمكافحة المخدّرات" إلى وجود 300 ألف مدمن ومستهلك للمخدّرات، أكّد رئيس "المنظّمة الوطنيّة لرعاية الشّباب" حسب عبد الكريم عبيدات، وجود 400 ألف مدمن على الأقلّ. لكنّ "الهيئة الوطنيّة لترقية الصّحّة وتطوير البحث" (الفورام)، قدّرت عدد مدمني المخدّرات ومستهلكيها بمليون شخص، في حين أحصى "المركز الوطني للدّراسات والتحليل"، 180 ألف مدمن و300 ألف مستهلك.
ومن أبرز المخدّرات المنتشرة في الجزائر "القنّب الهندي" الّذي يأتي من المغرب، ثم الحشيش والماريجوانا، تليها أقراص الأكستاسي، وأخيراً الكوكايين والهيروين.
تونس
وفي تونس، تشير التّقديرات الرّسميّة إلى أنّ عدد المدمنين بلغ نحو 311 ألف شخص، أي نسبة 2.8% من إجمالي عدد السّكّان البالغ نحو 11 مليون نسمة، 70% منهم دون الـ35 عاماً. بدورها، أحصت "الجمعيّة التونسيّة للوقاية من المخدّرات" أكثر من 500 ألف مستهلك للمخدّرات عمومًا، من بينهم نحو 100 ألف مستهلك لمادة القنّب الهندي، و200 ألف مستهلك للأقراص، أبرزها السّوبيتاكس وهو عقار صنع أصلاً لعلاج إدمان الهيروين، لكنّ سوء استخدامه حوّله إلى مادّة مهلوِسة شديدة الإدمان. إضافة إلى الكبتاغون والأكستاسي، و20 ألف مستهلك للمخدّرات المحقونة، من بينها "أل أس دي"، الذي يُستخدم كأقراص أو سائل للحقن، يليهم مستهلكي الكوكايين والهيروين.
وارتفع عدد المدمنين بكل~ أنواعها خلال السّنوات الأربع الماضية نحو 30%، بعد أن تحوّلت تونس إلى منطقة استهلاك وترويج، بعدما كانت منطقة عبور إلى ليبيا والجزائر وإيطاليا.
الكويت
في الكويت، يبلغ عدد مدمني المخدّرات نحو 70 ألفاً، أي 7% من السكان، بحسب مكتب مكافحة المخدّرات التّابع لـ"منظمّة الصّحّة العالميّة". ومن أكثر أنواع المخدّرات المنتشرة في الكويت: الحشيش، ثم الهيرويين، ثم الأفيون، وأخيراً الكوكايين. يُذكر أن الكويت تُعدّ من الدّول المستهلكة للمخدّرات والمؤثّرات العقليّة، وليست دولة منتجة.
الأردن
أمّا في الأردن، فتتراوح نسبة المدمنين بين 2 و3%، بحسب تقارير غير رسميّة. ولكنّ البارز أخيرًا انتشار ما يُعرف باسم "الجوكر"، وهو حشيش اصطناعيّ مُصنّع محلياً عبر استخدام مواد كيماويّة سامّة. وأكّدت "مؤسّسة الغذاء والدّواء الأردنيّة" أنّ مادة الجوكر تحتوي على أعشاب مجهولة، تضاف إليها موادّ كيماويّة عالية السّمية، أبرزها الأسمدة والمبيدات الحشريّة. وينتج عنها تفاعلات تعطي تأثيرًا مخدرًا وتُروّج في أكياس بلاستيكيّة صغيرة، وبأسعار تراوح بين 20 و25 دولاراً لكلّ 4 غرامات.
يدخَّن "الجوكر" مثل السّيجارة، ويدخل المتعاطي في نوم عميق تسبقه حالة من الهذيان وفقدان الاتّصال بالواقع. في حين تكمن خطورته الأكبر في احتوائه موادّ سريعة الذّوبان بالدّهون والنّسيج الدّماغيّ. وفي حال استنشاقها، تذهب هذه الموادّ إلى الدّماغ مباشرة، وقد تؤدّي إلى الجنون المؤقّت، وفي حال كان لدى المتعاطي استعداد لتقبّلها، قد يصبح الجنون دائماً.
فلسطين
أعلنت "جمعيّة الهلال الأخضر" في فلسطين أنّ ظاهرة المخدّرات ما زالت تنمو وتنتشر، مشيرةً إلى وجود نحو 80 ألف متعاط للمخدّرات، ونحو 10 آلاف مدمن، ما يعني أنّ نسبة المدمنين تبلغ نحو 0.2%.
وأكّد النّاطق باسم الشّرطة أنّ عام 2015 شهد ارتفاعًا كبيرًا في كمّيّة المضبوطات من المخدّرات، أبرزها القنّب الهنديّ، والحشيش، والأقراص المخدّرة (تحديداً أكستاسي). وأشار إلى أنّ نوعًا جديدًا من المخدّرات دخل الأسواق الفلسطينية، هو "المارجوانا المهجّنة"، وهي ماريجوانا مركّبة كيماوياً ومصنّعة.