رجل شرقي في قالبٍ عصري

رجل شرقي في قالبٍ عصري
سيّداتي آنساتي، أعرّفكم بذاتي،
رجل عصريّ القالب، شرقيّ القلب
في عملي أنا المدير، في بيتي أنا الأمير
أتوخّى شراء آخر الاختراعات التكنولوجيّة، وشكلي يوحي بالأناقة والعصريّة.
أتكلّم بطلاقة ثلاث لغات، ولي أربع سكرتيرات، جميعهنّ معجبات بي وتبهرهنّ أناقتي.
في بيتي أفرض هيبتي ورهبتي، أرفع صوتي عاليًا أعلى من كلّ حجّة، وأقمع بقوّة ذراعي كل ثورة،
أعلّم الصبيان الصلابة وقوّة الاحتمال، وأشجّعهم على إخفاء الدمع إذا ما سال.
وأتباهى ببناتي المحتشمات والملتزمات، فهنّ عن الأنظار متواريات، ولا يُسمَع لهنّ صوتٌ بين البنات، لا يخطين خطوةً دون إذني، ولا يتأخّرن لحظةً دون علمي، لا يركبن المواصلات، ولا يقدن السيارات ولا يرتدن الجامعات، يخدمنني ويخدمن إخوتهنّ الصبيان، بكل خضوع وهدوء وإذعان.
أمّا زوجتي، فقد فهمتُ علّتها وكسرتُ شوكتها، إذا رفعت صوتًا هدّدتُها، وإذا تمرّدت أدّبتُها، وإذا قصّرت في واجباتها تزوّجتُ عليها، وإذا اعترضت طلّقتُها.
أطمح أن أزوّج بناتي لرجال أختارهم بنفسي، لا يهمّني شكلهم أو عمرهم، رأسمالهم هو دَخْلهم ومركزهم، وحبّذا لو جمعتني بهم مصالح مشتركة.
وأصبو لأن أرى أولادي الصبيان يعيشون كما خطّطتُ لهم، ينجحون في مجالات الاختصاص الّتي اخترتُها، ويسكنون البيوت التي اشتريتُها، ويكونون نسخًا طبق الأصل عنّي في بيوتهم، مع زوجاتهم وأولادهم.
أعشق بلادي العربيّة، فقوانينها تدعمني، تشجّعني وتنصرني، تؤيّد قراراتي، وتبرز رجولتي.