عصر إنحطاط جديد

في عصر انحطاط أي أمة، شع التخون وضمحل الجدل، وزدهر الإلغاء بدلا من تقبل الاختلاف، والعنف بدل التسامح والحكمة، والاحتماء الهوات الفرعة بدلا من الإنسانة الجامعة.
في عصر الانحطاط، نتبنى الدین كوجه للاختلاف والتفرد والإلغاء والإقصاء ،لا كعلامة رانة على الرحمة والقدرة على استعاب الاختلاف مهما كانت مساحته.
في عصر الانحطاط، نعید مفاهم عدیدة إلى معناها البدائي؛ فالشرف لا یتعلق سوى بنساء العائلة، أما الصدق والأمانة فتغدو مفاهم فضفاضة ،ومكن القفز عنها سهولة لمصلحة تحقیق الأهداف المرحلة. والاستقامة، هي مصطلح خاص صفوف الصلاة في المساجد، ولا وجود له في التعامل الیومي.
في عصر كهذا، نستطع أن نمارس جمع الرذائل الساسة، وننشر الفساد والإفساد في المجتمع. نستطع أن نشتري الضمائر مستغلین حاجات الناس من فقر وعوز، وكفینا عمرة أو حِجة لكي نعود ناصعین، وأن نُنقى من خطاانا كما الأطفال.
في عصر الانحطاط، یتخندق الأف ارد والجماعات خلف مقولات صماء حصینة غیر قابلة للدحض، وتغشى السلبة جمع ما قومون أو یتحدثون ه، وتشع الأحادیث عن نظرات المؤامرة التي حاول فیها العالم تدمیر الأمة، لكنهم لا قولون شیئا عن العنف والجهل والتخلف الذي ضرب مجتمعاتنا، وأصح العدو الأول لكینونتنا.
أي جاهلة وقاحة ودناءة أخلاق نعشها الیوم، وأي مجتمع نشر ه وننوي تورثه لأبنائنا الذین لا بدّ أن تطالهم ألسنة اللهب في النار التي أشعلناها وأحرقنا بها أنفسنا!
أي كسل وطالة فعلة وفكرة وتواكل سود الیوم مجتمعاتنا التي تفرغت تماما لانتظار “العدل الإلهي” الذي سقم لهؤلاء الكسالى دولتهم، بینما ﷲ سحانه لا یرضى عن الكسل والطالة، وأمر العمل والتفكر، لا بتحرف النصوص وليّ عنق الحقائق، لكي نثبت دائما أننا “خیر أمة أخرجت للناس”، متناسین الاشت ارطات الأخلاقة لهذه الآة وسواها، والتي، الضرورة، لا تنطبق الیوم على حال أمة تكاد تخرج من التارخ نتیجة إحائها نزعات بدائة، وتمسكها بهوات ضقة، من دون أن تفتح عقلها للتغی ارت التي اجتاحت العالم خلال القرنین الماضیین، ناهك عن أنها لم تكد تسهم في أي شيء مفید للشرة منذ العصور الوسطى.
أزمة أخلاقة ووجودة تلك التي نعاني منها الیوم، تأخذنا إلى العدید من المقولات لعض النخب العرة التي أرت أننا أمة تسیر إلى حتفها، وأننا لم نفقه شیئا، حتى الیوم، في جدلة التارخ والص ارع وسی رورتهما، متناسین كذلك نظرة “الاستعمال والإهمال”، وهي تنطبق على وجودنا العینيّ، وأضا، على وجودنا الثقافي والفكر ي.

www.alghad.com