إنتم عاوزين إيه من بنات مصر ؟!!

»إنتم عاوزین إیھ من بنات مصر«؟!!

یبدو السؤال من ظاھره بسیطًا، بینما ھو فى حقیقتھ إجابة تعبر عن ألم وخیبة أمل، ماذا یرید الرجال من بنات ونساء مصر؟! لماذا یطوف ذكور ھذا الوطن بمختلف توجھاتھم السیاسیة والدینیة والفكریة حول التاء المربوطة، كما لو أنھا الدائرة الوحیدة فى وطن تتزاحم فیھ دوائر من المشاكل والأزمات؟!

ستأتى الإجابة لاحقاً، وحتى تأتى دعنى أذكرك بأننا نعیش فى وطن كان رجالھ حتى وقت قریب یدخلون فى معارك دامیة مع كمائن الشرطة حتى یمنع فرد الأمن من الاطلاع على بطاقتھ الشخصیة- كانت ورقیة آنذاك- خوفاً من أن یعرف اسم الوالدة أو الأم الذى كان یزین البطاقات الشخصیة للمصریین، الآن لا تخلو صفحة من صفحات الحوادث یومیاً من جریمة قتل الجانى فیھا شاب والمجنى علیھ والدتھ بسبب خلاف على میراث أو طمعاً فى تحویشة عمرھا.

»الرجالة عاوزین إیھ من بنات وستات مصر؟« یبدو السؤال بتلك الصیغة كما قلت لك مباشرًا وبسیطًا، ولكن طرحھ فى حد ذاتھ یعبر عن ألم ووجع، وجع من وضع تعیشھ المرأة المصریة محاصرة بین حقوق ضائعة وعقول لا تؤمن بأھلیتھا، وألم من نظرة للمرأة المصریة تتمرجح ما بین عیون فى الیمین تراھا مصدر للفتنة، وعیون فى الیسار تراھا سلعة تباع وتشترى.

الرجال بمختلف توجھاتھم الجالس منھم على المقھى، والمحتل منھم لكراسى مسؤولین أو قیادات حزبیة، والواقف منھم فوق منابر المساجد، والمتكئ فیھم على كراسى التنظیر اللیبرالى والعلمانى و»الفیس بوك«، تشغلھم التاء المربوطة ویشغلنا نحن السؤال: »إنتم عاوزین إیھ من ستات مصر«؟

ھل تریدون منھن الجلوس فى المنازل أم تریدون للمرأة أن تكون نصف المجتمع، ھل ترونھا صوتاً للحق، أم ترون صوتھا عورة، ھل تریدون النساء شركاء أم جوارى؟ أسفل غطاء، أم عرایا، ممارسات للریاضة ومتبعات لأنظمة غذائیة لیحافظن على الرشاقة منعاً لمعایرتھن بالروسیات، أم سمینات للسخریة منھن فى الشوارع، مشاركات فى الحیاة السیاسة لأن ھذا حقھن، أم مشاركات فى الحیاة السیاسیة لأن ھذا الدیكور الذى تحبونھ؟

ماذا تریدون من نساء مصر؟ تتحرشون بھن فى الشوارع ثم تقولون ملابسھن السبب ،تدعوھن للمشاركة فى الانتخابات والمظاھرات، وحین یشاركن بكثافة تسخرون من خیاراتھن، تدعوھن للمشاركة فى المسابقات العالمیة لرفع اسم مصر، ثم تشنون علیھن حملات السباب والسخریة.

تفوز »نور الشربینى« الشابة المصریة ببطولة العالم للإسكواش، وبدلًا من أن تحتفلوا بھا وبعلم الوطن الذى نجحت فى رفعھ وسط المحافل الدولیة، تفتعلوا معركة وقحة حول ملابسھا وجسدھا، تربح »سارة سمیر« أول میدالیة أولمبیة فى أولمبیاد ریودى جانیرو بالبرازیل وبدلًا من تھنئتھا یظھر لنا شیخ متطرف وأتباع لھ من المعاتیھ یتحدثون عن ملابسھا الضیقة ومفاتنھا الظاھرة، وكأنھم یعترفون بمرضھم وھوسھم الجنسى الذى دفعھم للتركیز مع جسد سیدة بدلًا من الأثقال التى ترفعھا وبدلًا من بطولتھا الریاضیة ،یظھر على الشاشة بنات مصر وھن یلعبن كرة الطائرة الشاطئیة بحجاب فیتعرضن لحملة ھجوم وسخریة وقحة من رموز مزیفة للیبرالیة والعلمانیة.

یبقى السؤال مستمرًا.. أنتم عاوزین إیھ من بنات مصر؟!
ألا یكفیكم نھشھن فى الشوارع تحرشًا بالید واللفظ، ألا یكفیكم سرقة حقوقھن فى المیراث والتمثیل السیاسى المحترم، ألا یكفیكم معاناة نساء مصر بین مجتمع ذكورى منقسم إلى نصفین، نصفھ الأول من الشیوخ والمتطرفین الذین یبدأون أیامھم عادة بفتوى تحرم على المرأة الكلام، وملابس معینة، ونظرة معینة، وعمل معین، ونصفھ الثانى من لیبرالیین وعلمانیین مزیفین ینتھى معھم الیوم بتصریحات مستفزة تسخر مرة من الحجاب، وتشوه المنتقبات، وتضع محددات طبقیة وضیعة لملابس المرأة.

ارحموا نساء مصر، اتركوھن فى حالھن، یجاھدن فى المعاناة مع مجتمع مریض ،ومنازل یشاركن فى إعالتھا والإنفاق علیھا بنسبة% 33 واسترقوا النظر إلى المرأة ربما نعید تعریف مفھوم الرجولة والجدعنة فى ھذا المجتمع.

http://www.youm7.com :المصدر